الاستفهام في قوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} للتقرير

وقوه تبارك وتعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة: 40]، الاستفهام فيه للتقرير، والمخاطب به النبي صلى الله عليه وسلم وكل من يصلح له الخطاب، والمعنى: قد علمت أن الله له ملك السموات والأرض وهو الذي يقضي بحكمه وهو العليم القدير، وفيه ردع لليهود والنصارى الذين قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه، وتأكيد لفت انتباه الناس إلى كمال تشريع الله عز وجل لهم، وأنه تبارك وتعالى أعلم من خلقه بمصالحهم، وأنه يضع لهم من الأنظمة ويبين لهم من التشريعات ما يحمي به أنفسهم وأموالهم وأعراضهم وعقولهم، وأنه يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد عدلاً ورحمة.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/166-167