تخطى إلى المحتوى

العقوبة بالضنك والضيق سببه المعاصي

وقوله تبارك وتعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} [المائدة: 65-66]، لحث أهل الكتاب على الإيمان والتقوى وإقامة شرع الله بوعدهم بسعادة الدارين وزجرهم عن الإخلال بذلك، لأن الإخلال بذلك يفضي إلى حرمانهم من نعيم العاجلة والآجلة، وفي ذلك تنبيه على أن ما يصيبهم من الضنك والضيق إنما هو من شؤم جناياتهم ومعاصيهم لا لقصور في فيض الكريم الجواد الذي لا تنفد خزائنه، إذ يداه مبسوطتان سحَّاء الليل والنهار، ينفق كيف يشاء.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص214-215