التعبير بـ(ثم) في قوله: {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}؛ لتبشيع عمل الكافرين واستغراقهم بالشرك

وقوله تبارك وتعالى: {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [الأنعام: 1]، أي: ومع ظهور أدلة التوحيد وما نصه الله عز وجل من البراهين الثابتة والمتجددة أمام أعين عباده، فلا يزال الذين كفروا متمادين في ضلالهم مستمرين في غيهم، مستغرقين في شركهم.
والتعبير بقوله: {ثُمَّ} لتبشيع عمل الكافرين واستغراقهم في الشرك وتراخيهم في الضلال، واستمرارهم على غيهم وطول انغماسهم في كفرهم مع معاينتهم الآيات الدالة على توحيده، فلو عطف في هذا المقام بالواو ونحوها لم تفد في توبيخهم وتسفيههم ما تفيده {ثُمَّ}.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/304-305