تخطى إلى المحتوى

الكافرون سلبت منهم لطائف السمع والبصر والكلام وإن بقيت معهم صورها

وقوله تبارك وتعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ} [الأنعام: 39]، تأكيد لما أفاده قوله عز وجل: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ} [الأنعام: 36]، ببيان أن هؤلاء الجاحدين الكافرين قد سُلِبَتْ منهم لطائف السمع والبصر والكلام وإن بقيت معهم صور آذانهم وألسنتهم وأعينهم، فهم صم بكم عمي، كما قال عز وجل: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} [البقرة: 18].

وقوله: {فِي الظُّلُمَاتِ}، عبارة عن العمى، ولا شك أن الأصم الأبكم إذا كان بصيراً ربما يفهم شيئاً بإشارة غيره وإن لم يفهمه بعبارته وربما يعبر عما في نفسه بإشارته لانعدام عبارته، أما إذا كان مع ذلك أعمى أو كان في الظلمات فإن باب الفهم والتفهيم مُنْسَد عليه تماماً.

 تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/363