محاجة قوم إبراهيم لإبراهيم كانت بالمجادلة والتهديد لا بالبرهان

ومعنى: {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ} [الأنعام: 80]، أي: وجادله قومه وخاصموه بالتهديد لا بالبرهان، حيث زعموا أنهم يخافون عليه من أن تصيبه آلهتهم بسوء لبراءته منها وكفره بها، يقال: حاجَّهُ أي: نازعه وجادله وخاصمه، ويقال: حَاجَّه فلم يَحْجُجْه أي: فلم يأت بحجة ولا برهان، ويقال: حاجَّهُ فَحَجَّهُ أي: خاصمه فغلبه وأقام عليه الحجة، ومنه ما جاء في صحيحي البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (حاج موسى آدم، فقال له: أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة وأشقيتهم؟ قال آدم: يا موسى، أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، أتلومني على أمر قد كتبه الله عليَّ قبل أن يخلقني -أو قدره علي قبل أن يخلقني- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فَحَجَّ آدم موسى)، أي: فغلب آدم موسى في هذه المحاجة.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص8