سلوك الكفار سلوك معوج بسبب انقلاب الموازين عندهم

وقوله -تبارك وتعالى-: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنعام: 81]، تعجُّب وإنكار لسلوك قومه المعوج حيث انقلبت عندهم الموازين؛ إذ يزعمون أنهم يخافون على إبراهيم -عليه السلام- أن تصيبه أصنامهم بسوء؛ بسبب براءته منها وهي لا تضر ولا تنفع، ولا يخافون على أنفسهم أن يصيبهم جبَّار السموات والأرض النافع الضار الذي بيده ملكوت كل شيء بسوء؛ وهم يشركون به ما لا ينفع ولا يضر وما لا برهان لهم به.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص9