السيئة تجلب السيئة كما أن الحسنة تجلب الحسنة

ومعنى قوله -عز وجل-: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الأنعام: 110]، أي: ونحول قلوبهم وأعينهم فلا يفقهون بقلوبهم ولا يبصرون بأعينهم ما يرونه من الأدلة والبراهين؛ فيستمرون على ما كانوا عليه من العناد والمكابرة، ولا ينتفعون بما اقترحوه من الآيات إذا جاءتهم؛ فلا يؤمنون بها كما أنهم لم يؤمنوا بما أيدنا به رسولنا محمداً -صلى الله عليه وسلم- من الحجة العظمى وهي القرآن الكريم وما شاهدوه من انشقاق القمر، حيث كانوا كلَّما شاهدو آية أعرضوا وقالوا سحر مستمر، وكذبوا واتبعوا أهوائهم فخذلناهم وتركناهم في ضلالهم يتحيرون ويترددون؛ عقوبةً لهم على عنادهم ومكابرتهم، فإنَّ السيئة تجلب السيئة كما أن الحسنة تجلب الحسنة.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص51