غنى الله عن خلقه من كل وجه وافتقارهم إليه من كل وجه

ومعنى قوله -عز وجل-: {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ} [الأنعام: 133]، أي: وربُّكَ يا محمد الذي ربَّاك على عينه واصطفاك لرسالته هو الغني عن جميع خلقه من جميع الوجوه لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين، وهم الفقراءُ إليه في جميع أحوالهم لأنه بيده حياتهم ومماتهم وضرهم ونفعهم وأرزاقهم وأقواتهم، وهو مع ذلك رحيم بهم، يثيبهم على إحسانهم إن أحسنوا، ويجزيهم على العمل الصالح القليل بالأجر العظيم الجليل.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص79-80