في قوله: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ}، لماذا لم يقل: فمن أظلم منكم؟

والفاء في قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ} [الأنعام: 144]، هي الفصيحة، ومَنْ استفهام إنكاري، أي: فلا أحد أظلم ممن افترى على الله كذباً ليضل الناس بغير علم، ولم يقل: فمن أظلم منكم، وقال: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 144]؛ ليثبت لهم هذه الأوصاف القبيحة، وهي أنهم ظالمون مفترون كاذبون ضالون مضلون جاهلون، وليَعُمَّهُم ومن على شاكلتهم كذلك أيضا.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص99-100