قول موسى لهارون: {وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ}، للتذكير وليس للتعريض

ومعنى قوله -عز وجل-: {وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} [الأعراف: 142]، أي: ولما عَزَمَ موسى -عليه السلام- على التوجه لميقات ربه وصَّى أخاه نبي الله ورسوله هارون -عليه السلام- وقال له: أنت خليفتي على بني إسرائيل حتى أرجع من مناجاة الله وتلقي الشريعة، فأصلح أمورهم بحملك إياهم على طاعة الله، لأن إظهار المعصية إفساد في الأرض، وليس مقصود موسى -عليه السلام- أنه يخاف على هارون أن يتبع سبيل المفسدين، لأنه يعلم أن هارون -عليه السلام- نبي كريم ورسول عظيم يعصمه الله -عز وجل- من سلوك سبيل المفسدين، وإنما المقصود هو التذكير والتنبيه والتحذير لبني إسرائيل من الفساد في الأرض على حد قول القائل: إياكِ اعني واسمعي يا جارة.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص277