الخلق في الحياة الدنيا غير مهيَّؤون لرؤية الله تعالى

وقوله -تبارك وتعالى- لموسى -عليه السلام-: {وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143]، أي: إذا أردت أن تعرف أنك في هذه الدنيا لن تطيق النظر إليَّ فانظر إلى الجبل ذلك الطور الأشم، فإن كان هذا الطُّور لا يَنْهَدُّ إذا تجلى الله له فإنك تقدر على رؤيتي، وأراد الله -عز وجل- أن يضرب لموسى وغيره مثلاً على أن الله -عز وجل- قد احتجب عن خلقه بالنور؛ لأنهم لم يُهَيَّئُوا في هذه الحياة الدنيا لرؤية الله تعالى، وإنما يراه في الجنة من يموت على الإيمان.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص278