فساد النية والمقصد سبب للخذلان وعدم الانتفاع من الحجج والبراهين

وقوله -تبارك وتعالى-: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنفال: 23]، أي: ولو علم الله منهم صدق النية في طلب الحق لأعانهم وسددهم وهداهم ووفقهم للخير حتى يصل إلى قلوبهم، ولكنه -عز وجل- عَلِمَ خُبْثَ نفوسهم وفساد نياتهم ومقاصدهم وشدة عنادهم فلذلك خذلهم، فمهما سمعوا من الذكر فلن يصدقوا، ومهما رأوا من الحجج والبراهين فلن ينتفعوا بها.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص394