الاختلاف والتنازع يؤولان إلى الفشل والضعف والهزيمة

ومعنى قوله عز وجل: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46]، أي: ولا تختلفوا مع بعضكم ولا مع من ولاه الله أمركم فيؤول حالكم إلى الفشل، أي: إلى الضعف والهزيمة، ويذهب ريحكم، أي: تنكسر شوكتكم وتذهب قوتكم. والعرب يقولون لمن أقبلت عليه الدنيا: الريح مقبلة عليه، ويقولون: هبت ريح فلان، قال عبيد بن الأبرص:
كما حميناك يوم النعف من شطب ..... والفضل للقوم من ريح ومن عدد
والنعف: هو ما انحدر من حزونة الجبل، وشطب جبل في ديار بني أسد.
وقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور).
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص12