تخطى إلى المحتوى

محاورة إبراهيم لقومه هي على سبيل المناظرة والتنزل مع الخصم

قوله تعالى: {فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ}، وقد أراد -عليه السلام- بهذا القول أن يستدرج قومه ويعرّفهم جهلهم، وخطأهم في تعظيم وعبادة هذه الكواكب الآفلة، وأن ناصية الخلق بيد الله وحده، فمن لم يهده الله فلا هادي له، {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا}، أي: مائلاً إلى الدين القيم، {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، وحذف الاستفهام في مثل قوله: هذا ربي سائغ شائع في اللسان، وهو استفهام إنكار وتوبيخ لقومه عبد الكواكب.

قصص الأنبياء: ص89-90