تخطى إلى المحتوى

وجوب الكف عن المعاصي العلنية والسرية

وقوله: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ}، ذروا أي: اتركوا، ولم يأت من هذا الفعل المصدر والماضي واسم الفاعل، وقد اختلف العلماء في المراد بظاهر الإثم وباطنه؛ فقيل: ظاهره الزنا في العلن، وباطنه الزنا في السر.

وعلى هذا فالمراد بالإثم الزنا خاصة. وقيل: ظاهره نكاح المحارم كالبنات والأمهات وما نكح الآباء. وباطنه الزنا. وعلى هذا فالمراد بالإثم بعض حالات الوطء.

وقيل: ظاهره أفعال الجوارح؛ كالقتل والسرقة والزنا، وباطنه أفعال القلوب؛ كالرياء والحسد والعُجب والكبر، وقيل: ظاهره إعلان المعصية، وباطنه سرارها، وعلى هذين القولين فالمراد بالإثم المعصية.

والمختار القول الأخير؛ لأن الآية عامة في كل ذلك. وهي كقوله: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}.

تفسير آيات الأحكام: ص16