تخطى إلى المحتوى

سؤال الملائكة سؤال استعلام واستكشاف لا سؤال اعتراض

وليس قوله عز وجل: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}[البقرة: 30]، سؤالَ اعتراض وإنما هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك، كأنهم قالوا: يا ربنا ما الحكمة في خلق هؤلاء مع أن منهم من يسفك الدماء ويفسد في الأرض، ونحن نسبح بحمدك ونصلي لك، ولا يصدر منا شيء من سفك الدماء أو الفساد في الأرض؟ فقال الله عز وجل: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30]، أي: إني أعلم في خلق هؤلاء من المصالح الراجحة المقدَّمة على المفاسد التي ذكرتموها فيهم الأنبياء والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين، المستجيبين لله ورسله مع ما ركب فيهم من الشهوات.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص89-90