تخطى إلى المحتوى

أصل القوم في الاستعمال العربي يطلق على جماعة الرجال الذين ليس فيهم امرأة

والقوم في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ} [البقرة: 54]، أصل القوم في الاستعمال العربي يطلق على جماعة الرجال الذين ليس فيهم امرأة، ويدل على ذلك قوله عز وجل: {لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ} [الحجرات: 11]، فجعل القومَ في مقابلة النساء، ومن ذلك قول زهير:

وما أدري وسف إخال أدري     أقومٌ آلُ حِصنٍ أم نِساءُ

ولا يجوز إطلاق لفظ القوم على النساء وحدهن ألبتة. وأما قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ} [الشعراء: 105]، وقوله: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ} [الشعراء: 160]، وهو لا شك يشمل الرجال والنساء، فإنما ذلك من باب التغليب.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص138-139