(بل) في قوله تعالى: {بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ }، للإضراب الإبطالي

وقوله تعالى: {بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ} [البقرة: 88]، أي: بل طردهم الله تعالى وأبعدهم عن رحمته، وأقصاهم وأخزاهم وخذلهم، بسبب كفرهم بالله وجحودهم لنعمه وتكذيبهم لرسله واتباعهم للشيطان، و(بَلْ) في هذا المقام للإضراب الإبطالي، فليس عدم قبولهم للحق هو ما زعموه من أن قلوبهم غلف، فإن الله تبارك وتعالى خلق عباده حنفاء، فاجتالتهم الشياطين وحوَّلتهم عن الطريق المستقيم، والفطرة التي فطر الله الناس عليها.
فقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء).
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص209