تخطى إلى المحتوى

الحمد في القرآن والسنة

والحمد هو الثناء على الله رب العالمين بالجميل على ما أسدى من النعم، وعلى ما اتصف به من الأسماء الحسنى والصفات العلى، والرضا بقضائه وقدره، فهو المحمود قبل حمد الحامدين وشكر الشاکرین.

الرحمة الإلهية

وصف رسول الله ﷺ قوله تبارك تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، بأنه ثناء على الله عز وجل؛ حيث قال في حديث أبي هريرة عند مسلم، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي.

السعادة والهدى في اتباع الرسول

قال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 122].

الشفاعة في القرآن

من المقرر في شريعة الإسلام أن الشفاعة قسمان: شفاعة مثبتة، وشفاعة منفية.
فالشفاعة المثبتة النافعة يوم القيامة هي ما تحقق فيه شرطان:
الأول: إذن الله عز وجل للشافع في الشفاعة، والثاني: رضا الله عز وجل عن المشفوع له، ولا
يرضي الله عز وجل عن الشفاعة إلا في المؤمنين.

الملائكة في القرآن والسنة

والملائكة هم رسل الله بينه وبين أنبيائه وعباده، وفي الاصطلاح: هم أجسام نورانية لطيفة لها قدرة على التشكل بالأشكال الجميلة، أولو أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء، شأنهم الطاعة ومسكنهم السموات، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

الميثاق الإلهي للمجتمعات البشرية

الميثاق الإلهي للمجتمعات البشرية في قوله عزوجل: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى...

الوفاء بالعهود فريضة ربانية وسلوك إسلامي

من المعلوم بالاستقراء أن الله تبارك وتعالى إذا خاطب المؤمنين بهذا الخطاب أعقبه بأمرهم بخير أو بنهيهم عن شر، ولذلك أثر عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: "إذا سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا}، فارعها سمعك؛ فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه"، فقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد الله بن المبارك ثنا مسعر حدثني معن وعون، أو أحدهما: أن رجلا أتى عبد الله بن مسعود فقال: أعهد إلي فقال: "إذا سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا}، فأرعها سمعك فإنه خير يأمره أو شر ينهى عنه".

أهمية تدبر القرآن

قوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]، هذا توجيه من الله لجميع المكلفين وبخاصة المنافقين واليهود والمشركين إلى أن يتدبروا هذا القرآن العظيم، وأن يُعملوا فيه فكرهم، وأن ينظروا فيما اشتمل عليه من الأخبار عن الغيوب الماضية والحاضرة والمستقبلة، وما احتواه من الأحكام والحِكَم والعلوم الكونية والإنسانية والدينية والدنيوية، وفي أسلوبه وفصاحته وبلاغته التي فاقت كل ما وصفه البلغاء وتحدث به الفصحاء، مع سلامته عن أي تناقض أو اضطراب أو اختلاف، مع أنه كتاب كبير، فلو كان من عند غير الله مهما كان هذا الغير لوُجد فيه تناقض واختلاف واضطراب كثير، وقال عز وجل: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24].

بصيرة في قوله تعالى: {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ}

هذه قاعدة قضى الله عز وجل بها؛ وهي تشمل جميع أجناس المكلفين في جميع الأعمار والأمصار؛ وهي أنه لا يستحق أجر الله وحسن مثوبته والنعيم المقيم في جنات النعيم إلا من آمن بالله واليوم الآخر وعمل الصالحات.

التحريف عند اليهود: شواهد من القرآن والتوراة

أصل التحريف من انحراف الشيء عن جهته ومیله عنها إلى غيرها، فهؤلاء الأحبار بين الله عز وجل أن تحريفهم للكلم من بعد مواضعه لم يحصل لهم عن جهل ونقص في معرفة الحق، بل كانوا يعرفون الحق ويعقلونه ثم يبدلونه وهم واثقون في أنفسهم أنهم في تحريف ما حرفوا كاذبون على الله مفترون مبطلون.
ولا شك أن هذا الفريق من بني إسرائيل هم شر الناس وأضرهم على الإنسانية كلها؛ فإن من يحرف كلام الله عن جهل وقصور في الفهم وإن كان مستحقًا لغضب الله وسخطه؛ لجرأته على تحريف كلام الله، وعلى القول على الله عز وجل بغير علم؛ فإن من حرف کلام الله بعد فهمه وعقله ومعرفته يكون أعظم إثمًا وأفحش جرمًا.