ثمرات الإيمان والتقوى
بعد أن وصف الله تبارك وتعالى اليهود بقبائح الصفات التي يتصفون بها، مما يقتضي أنهم يستحقون كل أنواع الذم، وما بينه عز وجل من تهجين طريقتهم الداعية إلى تنفير كل ذي عقل من ولايتهم؛ بين في هذا المقام أنهم لو تابوا إلى الله لتاب الله عليهم؛ لأنه عز وجل جواد کریم واسع المغفرة، وأن الإيمان يجبُّ ما كان قبله، فلو آمن أهل الكتاب وخافوا ربهم لجمع لهم سعادتي الدنيا والآخرة، فكفّر عنهم سيئاتهم التي اقترفوا ولو كانت مثل زبد البحر وأسكنهم جنات النعيم، كما أنه عز وجل يفيض عليهم من برکات السماء والأرض حتى يأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، وفي هذا لفت انتباه للدعاة إلى الله عز وجل ألا تحملهم معاصي الناس وعظائم جرائمهم على ترك دعوتهم، وأنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، وقد سلك الله عز وجل في دعوتهم إليه طريق الترهيب والترغيب ليتأسى بذلك الدعاة إلى الله.