الأبناء لا ينتفعون بعمل الآباء إلا إذا كانوا على منهجهم في الإسلام

2020-06-22
الأبناء لا ينتفعون بعمل الآباء إلا إذا كانوا على منهجهم في الإسلام
الفائدة المائة وخمسون من لطائف قرآنية من تفسير سورة البقرة من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أن الأبناء لا ينتفعون بعمل الآباء إلا إذا كانوا على منهجهم في الإسلام.

وقوله عز وجل: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[البقرة: 134]، أي: هؤلاء الأشاوس الأئمة الأماجد الكرام إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وأهل التوحيد والإسلام من أبنائهم قد مضوا إلى الله عز وجل، وحازوا الفضل العظيم والثناء الجميل، وقد جعل الله تبارك وتعالى لهم ثواب ما قدّموا من الدعوة إلى الحنيفية السمحة والأعمال الصالحة التي اكتسبوها، وأنتم يا معشر من يزعم أنهم ينتمون إليهم وقد ثبت أنكم لستم على ملتهم فليس لكم من أعمالهم الصالحة شيء، فلكل نفس ما عملت من خير أو شر، فلهم جزاء الخير الذي عملوه ولكم جزاء الشر الذي اقترفتموه، فإن الأبناء لا ينتفعون بعمل الآباء إلا إذا كانوا على منهجهم في الإسلام، على حد قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: 21].

ولذلك نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة الزهراء وعمّه العباس بن عبد المطلب وعمّته صفيه بنت عبد المطلب بأن يشتروا أنفسهم فإنه لن يغني عنهم من الله شيئاً، فقد روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}، قال: (يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا، ويا فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم سليني من مالي، لا أغني عنك من الله شيئا).

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص289-290

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق