ذم التعصب بغير هدى

2020-06-22
ذم التعصب بغير هدى
الفائدة المائة وأربعة وثمانون من لطائف قرآنية من تفسير سورة البقرة من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول ذم التعصب بغير هدى.

وقوله عز وجل: {قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} [البقرة: 170]، أي: أجابوا دعاة الهدى بأنهم لن يتبعوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما يتّبعون ما وجدوا عليه آباءهم، فوبخهم رب العزة على هذا السلوك المزري المستغرق في الضلال، حيث قال: {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [البقرة: 170]، أي: أيقتفون آثار آبائهم ويقلّدون هذا التقليد دون أدنى تبصر لمعرفة منزلة آبائهم في الوعي والإدراك، حتى ولو كان هؤلاء الآباء أجهل من دوابهم التي يركبونها ويحملون عليها متاعهم، وحتى لو كانوا صما بكما عميا لا يهتدون سبيلا، فالعاقل إنما يقلد آباءه لو كانوا معروفين بالهدى والرشاد، كما ذكر يوسف الصديق عليه السلام لصاحبي السجن حيث قال: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ} [يوسف: 38]، فإن مثل هؤلاء الأئمة العظماء حقيق أن يُتَّبعوا، أما الآباء الجهلة فإن من يقلدهم لا يقل جهالة عن الببغاء التي تحكي الصوت الذي تسمعه وهي لا تعي منه شيئاً.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص363-364

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق