حذف الحرف وهو مراد أو ذكره وهو غير مراد من استعمالات العرب
والعرب قد تحذف الحرف وهو مراد، أو قد تذكره وهو غير مراد لعلم السامع بالمراد، كقوله تبارك وتعالى: {قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ} [يوسف: 85]، أي قالوا: تالله لا تفتأ تذكر يوسف، وكذلك قوله تعالى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى} [النور: 22]، أي: ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن لا يؤتوا أولي القربى، ومنه قول امرئ القيس:
فقلت يمين الله أبرح قاعدا وإن قطعوا رأسي لديك وأوصالي.
أي: لا أبرح قاعداً، لأن العرب لا يستعملون: فتئ وبرح إلا منفية، فإذا جاءت بغير حرف النفي علم قطعاً أنه مراد.
ومثال زيادة (لا) وهي غير مرادة قوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} [الحديد: 29]، أي: ليعلم أهل الكتاب، ويكون الحذف أو الزيادة لقصد بلاغي.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص407
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق