إرادة الله شرعية وكونية
قوله عز وجل: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، أي: يحب الله عز وجل أن ييسّر عليكم في ما يشرعه لكم من الأحكام ويكره أن يعسّر ويشدّد عليكم فيما يشرعه لكم من الأحكام، لأنكم أمة النبي الذي بعثه الله بالتيسير ولم يبعثه بالتعسير ووصفه بقوله: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: 157].
والمراد بالإرادة هنا هي الإرادة الشرعية لا الكونية القدرية التي بمعنى المشيئة، فإن إرادة الله عز وجل تكون شرعية بمعنى المحبة، وتكون كونية قدرية بمعنى المشيئة، والإرادة الكونية لا تتخلف أبداً فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وهي ملازمة للأمر الكوني على حد قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82].
والأمر الشرعي ملازم للإرادة الشرعية، فلا يأمر الله تبارك وتعالى إلا بما يحب ولا ينهى إلا عما يكره تبارك وتعالى، ولذلك قال عز وجل: {قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ} [الأعراف: 28]، وقال عز وجل: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} [الزمر: 7].
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص412-413
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (1 تعليق) إضافة تعليق
(منذ سنتين) إضافة رد
1001 Genetic Diseases of the Kidneys Cystic <a href=https://bestcialis20mg.com/>cialis without prescription</a>