يتأكد في حق المحرم الامتناع عن الرفث والفسوق والعصيان، مما ينقص من حجه أو يذهب بأجره
وقوله عز وجل: {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة: 197]، أي: فلا يحل لمن أحرم بالنسك أن يرفث أو يفسق أو يجادل، وكما حذّر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصائم من الرفث والفسوق والرد على من سابّه أو شاتمه، فقد نهى الله تبارك وتعالى هنا من صار محرماً عن الوقوع في الرفث والفسوق والجدال، والرفث هو غشيان النساء ودواعيه من المباشرة أو التقبيل أو نحو ذلك، والفسوق هو عصيان الله عز وجل بأي صورة من صور المعاصي، ولما كان الحج يكتنفه ضرورة مخالطة الناس ومزاحمتهم في الأسفار والمشاعر والمنازل والموارد، فقد طلب الإسلام من المسلم أن يبتعد عن المخاصمة والمنازعة والمجادلة مع أي أحد من الناس.
وقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك مجادلة الناس ومماراتهم وإن كان محقاً ببيت في ربض الجنة، فقد روى أبو داود واللفظ له وابن ماجه والترمذي وحسّنه من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أنا زعيم ببيت في رَبَض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًّا).
تهذيب التفسير وتجيد التأويل: 2/13.
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق