الحضّ على تمتيع المطلقات المدخول بهن بما تيسّر

وقوله تبارك وتعالى: {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 241]، هذا هو ختام المسك لأحكام النكاح والطلاق والعِدَد والرضاع في هذا المقام الكريم، وقد ختم الله عز وجل هذه الأحكام بلفت الانتباه إلى رعاية حق الزوجية المطلقة بتقديم متعة لها عند طلاقها، وهذه المتعة غير المتعة التي فرضها الله عز وجل للمطلقة قبل المسيس التي لم يسَمَّ لها مهر، فإن المتعة لغير المطلقة قبل المسيس التي لم يُسَمَّ لها مهر، إنما تكون على سبيل الهدية من المطلّق لمطلّقته للإشعار ببقاء المعروف والإحسان إليها، وقد أرشد إلى ذلك قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا} [الأحزاب: 28]، ونساء النبي صلى الله عليه وسلم قد دخل بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمّى لها مهرا، ففي هذه الآية الكريمة الحضّ على تمتيع المطلقات المدخول بهن بما تيسّر، وقد متّع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجَوْنِيَّةَ بِرَازِقِيَّيْن.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/142-143