في قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}، درجة عُلْيا في الحض على النفقة في سبيل الله

2020-06-22
في قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}، درجة عُلْيا في الحض على النفقة في سبيل الله
الفائدة الثلاثمائة وأربعة وأربعون من لطائف قرآنية من تفسير سورة البقرة من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أن في قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}، درجة عُلْيا في الحض على النفقة في سبيل الله.

وقوله تبارك وتعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} [البقرة: 245]، القرض ما قدّمته وسلّفته وأعطيته لِتُقْضَاه، والمقصود من إقراض الله عز وجل بذل النفس والنفيس في سبيل الله وإعانة المجاهدين، وتجهيز الغازين، كما يشمل كذلك الصدقات على الفقراء والمساكين، وفي قوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}، درجة عليا في الحض على النفقة في سبيل الله وعلى الفقراء والمساكين، وكأن الذي يقدم المال في هذه الوجه إنما يسلّمه لله عز وجل الغني الحميد الذي لا تنفد خزائنه ولا تغيض على كثرة العطاء والجود والإحسان. وهو شبيه بما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك؟ وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب وكيف أطعمك؟ وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان، فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم استسقيتك، فلم تسقني، قال: يا رب كيف أسقيك؟ وأنت رب العالمين، قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي).

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/150-151

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق