تدبير شؤون الدولة في الحرب والسلم تحتاج لقائد يجمع بين العلم والقوة

2020-06-22
تدبير شؤون الدولة في الحرب والسلم تحتاج لقائد يجمع بين العلم والقوة
الفائدة الثلاثمائة وستة وأربعون من لطائف قرآنية من تفسير سورة البقرة من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول تدبير شؤون الدولة في الحرب والسلم تحتاج لقائد يجمع بين العلم والقوة.

وقوله عز وجل: {قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ}، هو بيان لرد شبهتهم وفساد رأيهم من وجوه، الأول: أن الله اصطفاه عليكم واختاره وهو العليم الخبير فكان من الواجب عليكم والتأدب مع نبيكم أن تسارعوا إلى الرضى والقبول، لا أن تتعنتوا وتعترضوا على أمر الله الذي أخبركم به نبيكم عليه السلام، والله أعلم مصالحكم منكم، وقد خصّ الله تبارك وتعالى طالوت بالملك والإمرة من بينكم.

والوجه الثاني: أن الله تبارك وتعالى زاد طالوت بسطة في العلم، والعلم من الكمالات الحقيقية التي جعل الله لها أثراً عظيماً في صلاح الدولة وشئون السياسة، وتدبير أمور الحرب، وإحباط خطط الأعداء، ومعرفة أحوال الناس، والوفاء لكل ذي حق حقه.

والوجه الثالث: أن الله تبارك وتعالى زاده بسطة في الجسم، والناس يعرفون عادة أن العقل السليم في الجسم السليم، ولا شك أن الرجل القوي الشديد الجامع لصفة العلم وصفة القدرة أحقّ من يتولى أمركم ويكون له الملك عليكم، إذ قوة الجسم مع قلة العلم والمعرفة قد تكون مهلكة، كما أن زيادة العلم مع عجز الجسم وضعفه قليلة الجدوى.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/155-156

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق