نفي السنة والنوم مستلزمان لكمال حياته وقيوميته

2020-06-22
نفي السنة والنوم مستلزمان لكمال حياته وقيوميته
الفائدة الثلاثمائة وستة وخمسون من لطائف قرآنية من تفسير سورة البقرة من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول نفي السنة والنوم مستلزمان لكمال حياته وقيوميته.

والجملة الثالثة من جمل هذه الآية العظمى هي قوله تبارك وتعالى: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [البقرة: 255]، السِّنة مقدِّمة النوم وهي حالة فتور وارتخاء تسبق الاستغراق في النوم، وقد يطلق عليها اسم النُّعاس، ونفي السِّنة والنوم مستلزم لكمال حياته وقيوميته.

قال ابن جرير رحمه الله: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ}، الذي لا يموت، {الْقَيُّومُ}، على كل ما هو دونه بالرزق والكلاءة والتدبير والتصريف من حال إلى حال، {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ}، لا يغيره ما يغير غيره، ولا يزيله عما لم يزل عليه تنقل الأحوال وتصريف الليالي والأيام، بل هو الدائم على حال، والقيوم على جميع الأنام، لو نام كان مغلوبا مقهورا، لأن النوم غالب النائم قاهره، ولو وسن لكانت السموات والأرض وما فيهما دكا، لأن قيام جميع ذلك بتدبيره وقدرته، والنوم شاغل المدبر عن التدبير، والنعاس مانع المقدر عن التقدير بوَسَنِه.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/178-179

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق