بطلان ادّعاء من جعل قوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} دليلاً على حرية الدين
وقد حاول بعض الناس أن يجعل هذه الآية (لا إكراه في الدين) دليلاً على حرية الدين، وأن للإنسان أن يدخل في أي دين شاء ويخرج منه متى شاء، وقد ربطوا ذلك بقوله تعالى: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29]، وبقوله تعالى: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس: 99].
وهذا فهم عاطل باطل فاسد كاسد، يناقض القواعد المعلومة من الدين بالضرورة، وقد جهل هؤلاء أن الأمر في اللسان العربي قد يأتي للإباحة وللاستحباب وللإيجاب، كما يأتي للتهديد كقوله تعالى: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت: 40]، وللتعجيز وللإهانة كوله تعالى: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50) أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ} [الإسراء: 50-51]، وقد يكون للصيرورة وللتسخير كقوله تعالى: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة: 65- الأعراف: 166].
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/185
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق