سؤال إبراهيم لم يكن عن شك منه، ومعنى قول النبي (نحن أحق بالشك من إبراهيم)
ولا يخطر على بال ذي بال أن إبراهيم كان شاكاً، وقد كان جوابه صريح أنه موقن مؤمن، وأما ما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}، ويرحم الله لوطا، لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف، لأجبت الداعي).
فإن المقصود من الحديث هو الثناء على هؤلاء الأنبياء الثلاثة، وبيان علو درجاتهم وارتفاع منازلهم، وأن إبراهيم لو كان شاكًا في قدرة الله على البعث لكنت أولى بالشك منه؛ لأنه إمام الحنفاء وخليل الرحمن، وما دام لم يخطر على بال أحد أن محمداً صلى الله عليه وسلم يشك في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى، فكذلك إبراهيم عليه السلام، وهذا الأسلوب من الأساليب البلاغية المعروفة بتأكيد المدح بما يشبه الذم.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/199
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق