جواز التوسل بصالح الأعمال وعلى رأسها الإيمان

2020-06-23
جواز التوسل بصالح الأعمال وعلى رأسها الإيمان
الفائدة الرابعة عشر من لطائف قرآنية من تفسير سورة آل عمران من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أن جواز التوسل بصالح الأعمال وعلى رأسها الإيمان.

وقوله عز وجل: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 16]، إرشاد من الله عز وجل لعباده الصالحين أن يتوسلوا إليه تبارك وتعالى بصالح أعمالهم وعلى رأسها الإيمان، حيث قدّموا بين يدي دعائهم قولهم: {رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا}، ثم سألوه عز وجل أن يغفر لهم ذنوبهم وأن يصونهم من عذاب جهنم حيث قالوا: {فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، ولا شك أن التوسل إلى الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وبالأعمال الصالحة قد أرشد إليه الكتاب والسنة في مواضع كثيرة، حيث ذكرت في تفسير سورة الفاتحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لفت انتباه المسلمين إلى أن الإنسان المسلم إ1ا دعا الله تعالى بعد أن يذكر أرضى عمل تقرب به إلى الله عز وجل، وعمله لوجهه الكريم كان حرياً بأن يستجاب دعاؤه، حيث ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار، فانطبقت عليهم الصخرة، فلما تضرعوا إلى الله عز وجل بأرجى أعمالهم الصالحة انفرجت عنهم الصخرة، وخرجوا يمشون، الذي أخرجه البخاري ومسلم مطولاً من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهم، وكقوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ} [آل عمران: 193]، فإنهم قدّموا ذكر الإيمان قبل الدعاء.

أما التوسل بغير أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، وبغير الأعمال الصالحة التي قصد بها وجه الله فإنه لا يجوز التوسل بذوات الأنبياء والصالحين في حياتهم أو بعد مماتهم، إذ هو من الشرك المحبط للأعمال نعوذ بالله منه.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/314-315

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق