قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ} الآية، إشارة إلى تحقيق انتقال الملك والعز إلى هذه الأمة
كما أن في قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 26]، إشارة إلى تحقق انتقال الملك والعزّ إلى أمة النبي الأمي العربي الهاشمي القرشي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وقد كانوا قبل مجيئه أقلّ الأمم شأناً وأبعدهم عن الملك، بل كانوا كما وصفهم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه للنجاشي كما في الحديث الصحيح الذي أخرجه ابن إسحاق، مُصَرِّحًا فيه بالتحديث، من طريق محمد بن مسلم الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام المخزومي عن أم سلمة رضي الله عنها أن جعفر بن أبي طالب قال للنجاشي: أيها الملك، كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام ونُسيء الجوار ويأكل القويُّ منّا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً مِنّا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه. الحديث.
وعندما كان المسلمون في أضيق العيش وشدة الخوف كان رسول الله صلى اله عليه وسلم يبشّر المسلمين بأن رايتهم سترتفع على الكثير من أنحاء الدنيا، وستكون العزة للمسلمين في الأرض.
وقد أنجز الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم ما وعد، فلم يطل الزمان حتى وصل المسلمين إلى الصين شرقاً، وإلى المحيط الأطلسي غرباً وإلى أصقاع أوروبا شمالاً، وإلى المحيط الهندي جنوباً، حتى وقف هارون الرشيد أمام بيته فرأى سحابة فقال: سيري أينما شئت وامطري أينما شئت فسيأتي خراجك.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/334-335
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق