وجوب ملازمة جماعة المسلمين وإمامهم عند الفتن
وقد رسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المنهج الحق لما يجب أن يكون عليه المسلم عند تفرق الكلمة، وتشتت الرأي، فأوجب على المسلم أن يلزم جماعة المسلمين وإمامهم، وأن يدع الفرق كلها إلا التي فيها الإمام، وذلك فيما حدث به حذيفة بن اليمان رضي الله عنه صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد روي البخاري ومسلم من طريق أبي إدريس الخولاني، قال: سمعت – حذيفة بن اليمان- يقول: (كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر؛ مخافة أن يدركني، فقلت يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: (نعم). قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: (نعم، وفيه دخن). قلت: وما دخنه؟ قال: (قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر). قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: (نعم، دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها). قلت: يا رسول الله، صفهم لنا؟ فقال: (هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا). قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: (فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك).
وفي لفظ لمسلم من طريق أبي سلام قال: حذيفة بن اليمان قلت: يا رسول الله، إنا كنا بشر، فجاء الله بخير، فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال: (نعم)، قلت: هل وراء ذلك الشر خير؟ قال: (نعم)، قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟ قال: (نعم)، قلت: كيف؟ قال: (يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس)، قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله، إن أدركت ذلك؟ قال: (تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع).
وبهذا يتضح بما لا مجال للشك فيه أن الفرقة الناجية هي من كانت مع جماعة المسلمين وإمامهم.
حديث حذيفة بين اليمان في التحذير من الفتن: ص18-20
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق