ليس لبني إسرائيل مزيد اختصاص بإبراهيم خليل الرحمن
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 33-34-35-36].
بعد أن قرر الله على أبلغ وجهٍ وأكمله أن الدين عند الله الإسلام، وأوضح سبب تأخّر اليهود والنصارى عن الدخول في دين الإسلام وأن الحامل لهم على ذلك هو حقدهم وحسدهم وبغيُهم تحكّماً في رحمة الله واستكبارا أن تكون النبوة في غير بني إسرائيل، لفت الله عز وجل انتباه اليهود والنصارى وغيرهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم من ذرية إبراهيم المصطفَيْنَ الأخيار، فليس لبني إسرائيل مزيد اختصاص بإبراهيم خليل الرحمن، فإن إبراهيم عليه السلام قد ولد له لصلبه ولدان عظيمان أحدهما بِكْره إسماعيل الذبيح عليه السلام، والثاني إسحاق أو يعقوب، ويعقوب هو إسرائيل، عليهما السلام، الذي تنتمي إليه جميع أسباط بني إسرائيل، أما إسماعيل عليه السلام فلم يوجد من سلالته من الأنبياء سوى خاتمهم على الإطلاق وسيدهم وفخرهم، بل فخر بني آدم في الدنيا والآخرة محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشي المكي.
قال ابن كثير في قصص الأنبياء من تاريخه: فلم يوجد من هذا الفرع الشريف، والغصن المنيف، سوى هذه الجوهرة الباهرة والدّرّة الزاهرة، وواسطة العقد الفاخرة، وهو السيد الذي يفتخر به أهل الجمع ويغبطه الأولون والآخرون يوم القيامة، وقد ثبت عنه في صحيح مسلم أنه قال: (سأقوم مقاماً يرغب إليَّ الخلق كلهم حتى إبراهيم). ا ه
ومهما كابر اليهود والنصارى فلن يتمكنوا من نفي نسب إسماعيل من إبراهيم عليهما السلام، لأنه لا يزال منصوصاً في التوراة التي بأيدي اليهود والنصارى.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/345-346
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق