في قوله تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ}، لا يلزم من تقبّل الله عز وجل مريم بقبول حسن أن تخدم في بيت المقدس

2020-06-23
في قوله تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ}، لا يلزم من تقبّل الله عز وجل مريم بقبول حسن أن تخدم في بيت المقدس
الفائدة الرابعة والأربعون من لطائف قرآنية من تفسير سورة آل عمران من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أن في قوله تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ}، لا يلزم من تقبّل الله عز وجل مريم بقبول حسن أن تخدم في بيت المقدس.

قال تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37]، يبين الله تبارك وتعالى في هذا المقام الكريم أنه استجاب دعوة امرأة عمران فرضي عن مريم وأحبّها وجعلها سيّدة نساء العالمين، نشّأها تنشئة حسنة وعصمها من الشيطان وربّاها على عينه تربية كريمة حيث يقول عز وجل: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} [آل عمران: 37]، ولا يلزم من تقبّل الله عز وجل مريم بقبول حسن أن تخدم في بيت المقدس، لأن الله عز وجل قد يتقبل من الإنسان صدق نيته ويكافئه مكافأة عليها، كما وقع في قصة إبراهيم لما أمره الله تعالى في منامه أن يذبح ولده إسماعيل عليه السلام، فلما أسلما وتلّه للجبين ناداه الله عز وجل: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الصافات: 104-105]، وصار يطلق على إسماعيل اسم الذبيح وإن لم يُذْبح لاستسلامه للذبح وانقياده لأمر الله.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص352

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق