تسمية التجاويف في جدران المساجد بالمحاريب ليست بالوضع اللغوي الحقيقي

2020-06-23
تسمية التجاويف في جدران المساجد بالمحاريب ليست بالوضع اللغوي الحقيقي
الفائدة السادسة والأربعون من لطائف قرآنية من تفسير سورة آل عمران من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أن تسمية التجاويف في جدران المساجد بالمحاريب ليست بالوضع اللغوي الحقيقي.

والمحراب في اللغة: هو القصر، ومنه قوله تعالى: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ}[سبأ: 13]، وقوله عز وجل: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} [ص: 21]، وقد قال أبو عبيدة: المحراب أشرف بيوت الدار، ومنه قول وضّاح اليمن ونسبه الفخر الرازي إلى عمر بن أبي ربيعة:

ربّة محراب إذا جئتها     لم أدنُ حتى أرتقي سُلّما.

واحتج الأصمعي على أن المحراب هو الغرفة بقوله تعالى: {إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ}[ص: 21]، على أنّ التّسوّر لا يكون إلا من علو.

أما ما يعرفه الناس في عصرنا والعصور السابقة من التجاويف في جدران المساجد على سمت القبلة ليتبين الناس منها جهة القبلة، فإنه غير مراد في الآية بلا شك وإن أطلق الناس عليها اسم المحراب، وقد يكتبون فوقها هذه الآية الكريمة: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا}[آل عمران: 37]، وهذه التجاويف المذكورة محدثة بعد الصدر الأول في مساجد المسلمين للدلالة على القبلة، وتسميتها بالمحاريب ليست بالوضع اللغوي الحقيقي.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/354

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق