قوله: {فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}، أي مع أمة محمد صلى الله عليه وسلم
وقال ابن كثير رحمه الله: قال تبن أبي حاتم: حدثنا أبوسعيد الأشج، حدثنا وكيع، حدثنا إسرائيل عن سِمَاك عن عكرمة عبن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}[آل عمران: 53]، قال: مع أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا اسناد جيد ا ه.
ولا شك أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم سيشهدون للأنبياء يوم القيامة بأنهم بلّغوا أممهم، بعد أن يشهد كلّ نبي على أمته أنه بلّغهم رسالة الله التي أرسله بها، ويكون رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهداً على أمته كما قال عز وجل: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}، وقد ذكرت في تفسيرها ما رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يدعى نوح يوم القيامة، فيقول: لبيك وسعديك يا رب، فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فتشهدون أنه قد بلغ: {وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}، فذلك قوله جل ذكره: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}).
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/380
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق