قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ}، ليس مدحاً لهم بل هو غايةٌ في الذم والتوبيخ
وقوله عز وجل في مخاطبتهم: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ} [آل عمران: 70]، ليس مدحاً لهم، بل هو غايةٌ قصوى في الذم والتوبيخ، إذ المفروض فيمن كان من أهل الكتاب أن يكون أسرع الناس إلى تصديق رسل الله المؤيدين بالمعجزات، فإذا لم يذعنوا للآيات التي يؤيد الله بها المرسلين كان وصفهم بأنهم أهل الكتاب للتوبيخ والتنديد والذم، كما تقول لمن ينحرف في سلوكه وكان أبوه صالحاً: يا ابن الصالح، وأنت لا تريد الثناء على هذا المنحرف وإنما تريد توبيخه على عدم سلوكه منهج أبيه في الصلاح والاستقامة.
ولذلك كرر الله تبارك وتعالى في هذا المقام نداء اليهود والنصارى بأهل الكتاب توبيخاً لهم وتقريعاً لأنهم صاروا كمثل الحمار يحمل أسفاراً، كما قال عز وجل: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[الجمعة: 5].
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/406-407
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق