النفي في قوله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ} الآية، يعبّر عنه بالنفي التام
وقوله عز وجل: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ} [آل عمران: 79]، أي: ما يتأتّى في العقل أن يصطفي الله إنساناً ينزل عليه الكتاب ويرزقه العلم والنبوة ويرسله إلى قومه لتخليصهم من الشرك بالله فيقول لهم: اعبدوني وأشركوا بالله.
ويُعبّرُ عن هذا النوع من النفي بالنَّفي التام، لأن نحو قولك: ما كان لزيد أن يفعل هذا، يجيء على قسمين: قسم يكون النّفي فيه من جهة العقل ويعبّر عنه بالنفي التام، أي: ما يتأتى ولا يتصوّر حدوثه وحصوله، كهذه الآية، لأن الله تعالى لا يعطي الكتاب والحكم والنبوة لمن تتأتى منه هذه المقالة الشنيعة البشعة، ونحو قوله عز وجل: {مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا} [النمل: 60]، ونحو قوله عز وجل: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [آل عمران: 145].
والقسم الثاني: يكون النفي فيه بمعنى ما ينبغي، كقول أبي بكر الصديق رضي الله عنه: ما كان لابن أبي قحافة أن يتقدم فيصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/421
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق