وجه كون المسجد الحرام مسجد مبارك وهدى للعالمين
وقوله: {مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} [آل عمران: 96]، أما كونه مباركاً؛ فلما يسوقه الله عز وجل لأهله من الخيرات والبركات من سائر أنحاء الأرض، ولما يضاعفه الله عز وجل من المثوبة على الأعمال الصالحة فيه حتى جعل الصلاة فيه بمائة ألف صلاة فيما سواه.
وأما كونه هدى للعالمين؛ فلما فيه من الآيات العجيبة الدّالة على عظيم قدرة الله، حيث يأتيه الناس رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فجٍّ عميق؛ ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، ولما عرفه القاصي والداني مما وضع الله عز وجل فيه من الأمن في جميع الأعصار كما قال عز وجل: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [القصص: 57]، وكما قال عز وجل: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} [العنكبوت: 67]، وكما قال عز وجل: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} [قريش]، فقد كان أهل مكة ينعمون بالأمن والاستقرار حتى في الأوقات التي كان الخوف والاضطراب يعمّ جميع البلاد من حولها، ويتخطّف الناس في غيرها.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/12-13
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق