الالتزام بالكتاب والسنة من أعظم أسباب العصمة من الفرقة
وقوله تبارك وتعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]، أي: وتمسّكوا بالسبب الذي جعله الله لكم لتفوزوا برضوانه وبعزّ الدنيا وسعادة الآخرة وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، واحرصوا أن تكونوا يدًا واحدة مجتمعين ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم.
قال ابن جرير في تفسير: وأصل "العَصْم" المنع، فكل مانع شيئًا فهو "عاصمه"، والممتنع به "معتصمٌ به"، ومنه قول الفرزدق:
أَنَا ابنُ العَاصِمينَ بَنِي تَمِيم ... إذَا مَا أَعْظَمُ الحَدَثَانِ نَابَا
ولذلك قيل للحبل: "عِصام"، وللسبب الذي يتسبب به الرجل إلى حاجته: "عِصام"، ومنه قول الأعشى:
إلَى المَرْءِ قَيْسٍ أُطِيلُ السُّرَى ... وَآخُذُ مِنْ كُلِّ حَيٍّ عُصمْ
يعني بـالعُصم الأسباب، أسبابَ الذمة والأمان، يقال منه: "اعتصمت بحبل من فلان" و اعتصمتُ حبلا منه ا ه.
وقد نهى الله تبارك وتعالى المسلمين عن التفرق والاختلاف في مواضع من كتابه الكريم ووسم التفرق والاختلاف والتنازع بأنه من صفات الكفار، وأنه من أعظم أسباب الفشل وذهاب الريح، حيث يقول عز وجل: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [الأنفال: 46-47].
وقال تبارك وتعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105].
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/23-24
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق