التفرق والاختلاف سبب هلاك الأمم

2020-06-23
التفرق والاختلاف سبب هلاك الأمم
الفائدة المائة وسبعة من لطائف قرآنية من تفسير سورة آل عمران من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول التفرق والاختلاف سبب هلاك الأمم.

وقوله تبارك وتعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105].

قال ابن جرير رحمه الله: يعني بذلك جل ثناؤه: {وَلَا تَكُونُوا}، يا معشر الذين آمنوا {كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا} من أهل الكتاب {وَاخْتَلَفُوا} في دين الله وأمره ونهيه {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ}، من حجج الله، فيما اختلفوا فيه، وعلموا الحق فيه فتعمدوا خلافه، وخالفوا أمرَ الله، ونقضوا عهده وميثاقه جراءة على الله {وَأُولَئِكَ لَهُمْ}، يعني: ولهؤلاء الذين تفرقوا، واختلفوا من أهل الكتاب من بعد ما جاءهم {عَذَابٌ}من عند الله {عَظِيمٌ}، يقول جل ثناؤه: فلا تتفرقوا، يا معشر المؤمنين، في دينكم تفرُّق هؤلاء في دينهم، ولا تفعلوا فعلهم، وتستنوا في دينكم بسنتهم، فيكون لكم من عذاب الله العظيم مثل الذي لهم. ا ه

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر أشد التحذير من التّفرق والاختلاف وأنه سبب هلاك الأمم، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: هجّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، قال: فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب، فقال: (إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب).

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/30-31

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق