أعداء المسلمين من يهود ونصارى وغيرهم غير منصورين على المسلمين مطلقاً
وقوله عز وجل: {ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ} [آل عمران: 111]، مستأنفٌ لإفادة أنهم غير منصورين عليكم مطلقاً، سواءٌ قاتلوكم أو لم يقاتلوكم، ولذلك لم يَعْطِفه على قوله: {وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ}، ولو كان معطوفاً عليه لحذفت النون من قوله: {لَا يُنْصَرُونَ} كما حذفت من قوله تبارك وتعالى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: 38]، فإن قوله: {لَا يَكُونُوا} معطوف بـ(ثم) على قوله: {يَسْتَبْدِلْ} المجزوم في جواب الشرط، وأصله: (يكونون) فحذفت النون للجزم.
وفي هذه الآية الكريمة معجزة ظاهرة حيث تحققت الوعود التي أفادها، وأنجز الله وعده، قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية: وهكذا وقع، فإنهم يوم خيبر أذلهم الله وأرغم أنوفهم، وكذلك من قبلهم من يهود المدينة بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة، كلهم أذلّهم الله، وكذلك النصارى بالشام، كسرهم الصحابة في غير موطن، وسلبوهم مُلْكَ الشام أبد الآبدين ودهر الداهرين، ولا تزال عصابة الإسلام قائمة بالشام حتى ينزل عيسى ابن مريم وهم كذلك، ويحكم بملة الإسلام، وشرع محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ولا يقبل إلا الإسلام. ا ه.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/42
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق