فضل الصحابة وحرمة التطاول عليهم

2020-06-23
فضل الصحابة وحرمة التطاول عليهم
الفائدة المائة وتسعة وثلاثون من لطائف قرآنية من تفسير سورة آل عمران من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول فضل الصحابة وحرمة التطاول عليهم.

وإنما فصل بين قوله تعالى: {صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ} [آل عمران: 152]، وبين قوله: {إِذْ تُصْعِدُونَ} [آل عمران: 153]، بقوله عز وجل: {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 152]، لتعجيل البشارة بعفو الله عز وجل عمن فرّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وأن الله عظيم الفضل والجود على المؤمنين، وفي هذا تنبيه للناس إلى منزلة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يليق بمن ينتمي للإسلام ممن يجيئون بعد الصحابة أن يجعلوا أنفسهم حكّاماً على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم، ويتطاولون عليهم، كما يفعل أهل الأهواء الذين يعادون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد نبّه إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة حاطب بن أبي بلتعة عندما كتب كتاباً لأهل مكة، وبعثه مع ظعينةٍ يعلمهم بما عزم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوهم ليتّخذ بذلك عندهم يداً، فأطلع الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك فأرسل عليًّا والزبير والمقداد وأدركوا المرأة، وأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قال عمر رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم: دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه شهد بدراً، وما يدريك لعلّ الله اطّلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم).

ولذلك كان مذهب أهل السنة والجماعة التّرضّي على جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبهم جميعاً، والكف عما شجر بينهم أو ذكر عنهم، وحمله على أحسن المحامل، فإن ساعة منهم مع رسول الله تعادل دُهُوراً من أعمال غيرهم.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/93-94

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق