ثبات النبي صلى الله عليه وسلم وشجاعته

2020-06-23
ثبات النبي صلى الله عليه وسلم وشجاعته
الفائدة المائة وأربعون من لطائف قرآنية من تفسير سورة آل عمران من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول ثبات النبي صلى الله عليه وسلم وشجاعته.

وفي قوله عز وجل: {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} [آل عمران: 153]، لفت انتباه إلى ثبات رسول الله صلى الله عليه وسلم وشجاعته وكمال طمأنينته عند مواجهة الكفار في أحلك الأوقات، وهو شبيه بموقفه صلى الله عليه وسلم كذلك يوم حنين عندما تولى المسلمون مدبرين قبل أن تزل السكينة عليهم.

قال ابن كثير في تفسيره: وفي الصحيحين من حديث شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، رضي الله عنهما، أنه قال له رجل: يا أبا عمارة، أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فقال: لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر، إن هوازن كانوا قوما رماة، فلما لقيناهم وحملنا عليهم انهزموا، فأقبل الناس على الغنائم، فاستقبلونا بالسهام، فانهزم الناس، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجام بغلته البيضاء، وهو يقول: (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب)

قلت: وهذا في غاية ما يكون من الشجاعة التامة، إنه في مثل هذا اليوم في حومة الوغى، وقد انكشف عنه جيشه، هو مع هذا على بغلة، وليست سريعة الجري، ولا تصلح لفرّ ولا لكر، ولا لهرب، وهو مع هذا أيضا يركضها إلى وجوههم وينوّه باسمه ليعرفه من لم يعرفه، صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين، وما هذا كلّه إلا ثقة بالله، وتوكلاً عليه، وعلما منه بأنه سينصره، ويتم ما أرسله به، ويظهر دينه على سائر الأديان.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/95

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق