تفضّل الله على عباده المؤمنين بأعظم رسول وأفضل نبي وأكمل شريعة

2020-06-23
تفضّل الله على عباده المؤمنين بأعظم رسول وأفضل نبي وأكمل شريعة
الفائدة المائة وتسعة وخمسون من لطائف قرآنية من تفسير سورة آل عمران من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول تفضّل الله على عباده المؤمنين بأعظم رسول وأفضل نبي وأكمل شريعة.

وقوله تبارك وتعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164].

بعد أن وصف الله عز وجل حبيبه محمدا صلى الله عليه وسلم بكمال الرحمة والشفقة، ووصف له قواعد السياسة الرشيدة وأمر المؤمنين بالاعتماد على الله والتوكل عليه، والالتجاء إليه وحده لا شريك له في طلب النصر على الأعداء، ووصف جميع أنبياء الله بطهارة النفس، وفرّق بين من اتَّبع رضوان الله ومن باء بسخط من الله، مما أطبقت العقول على التفريق بينهما حيث لا يستوي الصالحون والفجار في نظر عاقل، ذكر نعمته الكبرى ومِنّته العظمى على المؤمنين الذين استجابوا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم بأنه تفضَّل عليهم بأعظم رسول وأفضل نبي وأكمل شريعة، وأبقى دين وأوفى نظام وأشمله وأدقِّه، حيث أنعم عليهم وأحسن إليهم إذ بعث لهم نبياً من أنفسهم يقرأ عليهم القرآن الكريم المشتمل على جميع قواعد العقائد والسلوك والمعاملات، وما يتصل بالدنيا وما يتصل بالآخرة، وقد جعله الله تبياناً لكل شيء، ومهيمناً على كل كتاب قبله، فيه نبأ المتقدمين، وخبر المتأخرين وحلُّ قضايا الناس أجمعين، وهو الفصلُ ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يَخْلَقُّ عن كثرة الرَّدَّ، كلما تكرر زادت حلاوته، ولا تنقضي عجائبه، وهو مأدبة الله المعروضة بين عباده لتغذية أجسامهم وأرواحهم، وشفاء أمراضهم وأسقامهم، من قال به صدق، ومن عمل به أُجِرَ، ومَنْ حكم به عدل، ومن استمسك به واتَّبع منهجه هداه إلى جنات النعيم.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/115

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق