إذا سخط الله على عبدٍ أملى له في عيشه ليأخذه أخذ عزيز مقتدر

2020-06-23
إذا سخط الله على عبدٍ أملى له في عيشه ليأخذه أخذ عزيز مقتدر
الفائدة المائة وأربعة وستون من لطائف قرآنية من تفسير سورة آل عمران من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أنه إذا سخط الله على عبدٍ أملى له في عيشه ليأخذه أخذ عزيز مقتدر.

وقوله تبارك وتعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [آل عمران: 178]، أي: لا يَظُنَّنَّ الذين كفروا إنما نُوَسِّعُ عليهم في أرزاقهم ورغد عيشهم وعدم تعجيلهم بعقوبات معاصيهم هو لمصلحتهم، بل إنما نفعل ذلك بهم استدراجاً لهم من حيث لا يعلمون، فإن حكمة الحكيم اقتضت أنه إذا سخط على العبد واشتدَّ غضبه عليه أملى له وأرخى له في عيشه ليأخذه أخذ عزيز مقتدر، فيكون ذلك أشدّ في العقوبة، وأعظم في الإيلام، وفي ذلك يقول تبارك وتعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف: 182-183]، وكما قال عز وجل: {فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [القلم: 44-45].

وكما قال عز وجل: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ} [المؤمنون: 55-56]، وكما قال: {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة: 55].

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/132-133

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق