شدة وعيد من يصف الله بالنقائص ويقتل الأنبياء

2020-06-23
شدة وعيد من يصف الله بالنقائص ويقتل الأنبياء
الفائدة المائة واثنان وسبعون من لطائف قرآنية من تفسير سورة آل عمران من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول شدة وعيد من يصف الله بالنقائص ويقتل الأنبياء.

والسين في قوله عز وجل: {سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا} [آل عمران: 181]، لتأكيد الوعيد، أي: لن يفوتنا أبداً تسجيله عليهم وتدوينه في صحائفهم؛ لكونه في غاية الجُرْم، والمقصود أنه سيعذبهم به ويذيقهم عذاب الحريق ولن يغفر لهم هذه الخطيئة أبداً، فلا يأملون عفو الله عنهم بحال من الأحوال، كما سنكتب عليهم قتلهم أنبياء الله بغير حق، ولن نعفو عمن قتل نبياً أبدا.

وتَوَسُّطُ هذا الوعيد بين جرأتهم في وصف الله بأنه فقير وأنهم أغنياء وبين جرأتهم في قتلهم الأنبياء؛ لتعجيل مَسَاءَتِهِم وأنه لن يمحو هذه الخطايا بحال من الأحوال، حيث صاروا أجرأ خلق الله على الله وعلى رسله.

ولا شك أن كل ذنب يرتكبه إنسان يكتب عليه في صحيفة عمله، وهو مكتوب قبل ذلك في اللوح المحفوظ، غير أنَّ من يتفضّلُ الله بعفوه عن ذنبه أو يتوبُ توبةً نصوحاً في الوقت الذي تقبل توبته؛ فإن الله عز وجل يمحو سيئته من صحيفته ولا يؤاخذه بزلّته، أما هذا القول البشع على الله عز وجل وكذلك قتل الأنبياء؛ فقد أشار الله عز وجل بقوله: {سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا}، إلى أنه لن يمحو هذه السيئة أبداً ولن يغفر لمرتكبها بحال من الأحوال، ولذلك قال عز وجل بعدها: {وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} [آل عمران: 181].

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/138-139

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق