النهي عن الاغترار بما أوتي الكفار من متاع هذه الدنيا
وقوله عز وجل: {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [آل عمران: 196-197]، هذا خطاب لكل من قد يغتر بما يشاهد ما عليه الكفار من الترف والنعمة والغبطة والسرور ورغد العيش والصحة مما أمدّهم الله عز وجل به إملاء لهم واستدراجاً لأنه قريب الزوال، سريع الاضمحلال، ثم ينتقلون عنه ويخلّفونه وراءهم، ويستقبلون الحسرة التي لا تنتهي والحزن الذي لا يزول في نار جهنم.
ومعنى: {لَا يَغُرَّنَّكَ}، أي: لا يخدعنَّك، والتَّقلُّب في البلاد كنايةٌ عن التنقل والأسفار في طبي التجارات وجلب الأرزاق والحصول على ملذات الحياة الدنيا من جهات الأرض؛ لأن الدنيا هي جنتهم، وهي في الواقع سجن المؤمن؛ لأن النعيم الحق والمتاع الذي لا يزول، ولا تدركه المنغصات، هو متاع الجنة ونعيمها.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/162-163
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق